إنّ تحدّيات هذا العصر، من أزمة المناخ وصولاً إلى جائحة كوفيد-19، ليست محصورة فقط ضمن حدود البلدان، بل هي تحدّيات عالمية. لذلك، يجب أن تكون استجابة البشرية لها على مستوى عالمي أيضاً.
تمثّل الأمم المتحدة التجربة الأكثر جرأة ورؤيوية في مجال التعاون العالمي في تاريخ البشرية.. ولكن بعض النواحي المهمة منها بحاجة للإصلاح. فهي بعيدة جداً عن واقع الناس وحاجاتهم، وتفتقد للقوة، وتهيمن عليها بعض الدول القوية.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يعلم ذلك تماماً، لذا قام بإطلاق دعوة عالمية مفتوحة لجميع الناس لإبداء آرائهم حول كيفية تحسين عمل الأمم المتحدة.
وفي هذا الشأن دعت منظمة “آفاز” Avaaz المدنية للمشاركة في الاستطلاع المفتوح ينتهي في غضون أيام، وللإدلاء بآرائهم بهذا الخصوص، وذلك عبر تعبئة استبيان قصير جداً عن الأمور التي يجب تحسينها في الأمم المتحدة.
وستقوم “آفاز”، التي تضم 70 مليون مشترك من 194 بلداً، بإيصال أصوات الناس في العالم أجمع وتقديم نتائج هذا الاستبيان بشكل رسمي إلى القائمين على مشروع إصلاح الأمم المتحدة.
إنّ تأسيس الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية كان بمثابة خطوة كبيرة نحو الأمام في كيفية إدارة أمور البشرية جمعاء على مستوى عالمي. فقد لعبت الأمم المتحدة دوراً أساسياً في جعل العالم مكاناً أفضل، إلى حدٍ ما، وذلك من خلال استجابتها للأزمات الإنسانية والبيئية وغيرها.
ولكن مع وجود العديد من الأزمات الوجودية الملحّة والمستجدّة التي تهدّد البشرية، يصبح لزاماً تطوير أداء هذه المنظّمة العالمية وأدواتها ومقارباتها للأزمات. لأنه مع عدم وجود إدارة عالمية عالية الأداء، سيكون من الصعب، وربما من المستحيل، التغلّب على التحديات التي تواجهها البشرية.
هنالك تغييرات بسيطة بإمكانها أن تساعد بشكلٍ كبير، مثل إصلاح عملية صنع القرار، وإعطاء المواطنين دور أكبر في اقتراح السياسات واختيار الشخص الأنسب لمنصب أمين عام الأمم المتحدة. و”لكن لإيصال هذه المطالب والاقتراحات وإقناعهم بتبنّيها، علينا أن نجعل أصواتنا مسموعة. بشكلٍ عالٍ وواضح”، تقول “آفاز”.
يلتقي مجتمع آفاز العالمي مع الأمم المتحدة في الكثير من القضايا والقيم المشتركة، والمدافعة الشرسة عن حقوق الإنسان إلى التزام تأمين مستقبل أفضل ومستدام للجميع.
وأخيراً تقول “آفاز”: “لدينا الآن فرصة استثنائية للمشاركة في رسم مستقبل هذه المنظّمة المهمّة والأساسية، دعونا إذاً ننتهز هذه الفرصة!”
شاركوا الآن في هذا الاستطلاع من أجل المساعدة في تطوير وإصلاح الأمم المتحدة